من صحت عقيدته صحّ عمله ومن فسدت عقيدته فسد عمله
من صحت عقيدته صحّ عمله
ومن فسدت عقيدته فسد عمله
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم
أن العقيدة أخطر ما في الدين، إن صحت صحّ العمل، وإن فسدت فسد العمل.
الآن أي سلوك في قبله تصور، أي سلوك، الستة آلاف مليون يتحركون، ما من حركة يتحركها الإنسان إلا ويسبقها تصور،
للتقريب: أنت متى تشتري شيئاً ؟ أنت لا تشتري شيئاً إلا إذا تصورت أنه أغلى عندك من ثمنه، لو لم تتصور أن هذا الشيء أغلى من ثمنه ما اشتريته، مرة ثانية، أنت متى تبيع الشيء ؟ إن لم تتصور أن ثمنه أغلى منه ما بعته.
لا يوجد حركة، السارق متى يسرق ؟ يتصور أن هذا عمله ذكي جداً، يكسب كسباً كبيراً بلا جهد، يغيب عنه العقاب، يتصور مبلغاً كبيراً ينعم به لأمد طويل بلا جهد ، حتى الزاني متى يزني ؟ يرى الزنا مغنماً، أما سيدنا يوسف رؤيته صحيحة، رآه مغرما ؟ قال:
﴿ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾
( سورة يوسف الآية: 23 )
كل بطولتك أن تصح تصوراتك، لأنه ما من سلوك إلا يسبقه تصور، التصور ناتج من التفكر، من العلم، من الدراسة، لذلك: إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً.
العاقل من يملك تصورات صحيحة بناء على طلب العلم:
إذاً أي سلوك يسبقه تصور، والتصور متعلق بالعلم، بطلب العلم، شخص ما طلب علماً، مثلاً يقول أحد الشعراء في الجاهلية:
فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي فدعني أبادرها بما ملكت يدي
* * *
بالتعبير العامي يقول لك: قدر ما تستطيع استمتع بالحياة، هذا جهل، هناك استمتاع وفق منهج الله سليم وينتهي إلى الجنة، و هناك استمتاع بخلاف منهج الله، هذا مدمر ومهلك.
إذاً البطولة أن أملك تصورات صحيحة بناء على طلب العلم، فطلب العلم ليس استملاكاً للوقت لكنه توظيف له، أخطر شيء بحياتك أن تعرف الحقيقة، تعرف من أنت ؟ لماذا أنت في الدنيا ؟ ما علة وجودك ؟ ما غاية وجودك ؟ ما حقيقة العمل الصالح ؟ ماذا بعد الموت ؟ من أين ؟ وإلى أين ؟ ولماذا ؟.
من صحت عقيدته صحّ عمله ومن فسدت عقيدته فسد عمله
بواسطة mausuahislamiyah
on
مايو 18, 2017
Rating:

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق