حكم تارك الصلاة جحودا واستكبارا عن أدائها
نقدم لكم حكم تارك الصلاة جحودا واستكبارا عن أدائها وأراء العلماء فيه.
منظر الأزهر في ليلة رمضان
قال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا قتيبة أخبرنا بشر بن المفضل عن الجريري عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة.
ومن هذه الأراء هو ما فيه التصريح بوجوب قتله كقوله تعالى: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ (التوبة: 5)
وقوله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة).
وأما في الآثار الصحابية والتابعين ومن بعدهم فأكثر من أن تحصر. وقد أجمعوا على قتله كفرا إذا كان تركه للصلاة عن جحود لفرضيتها أو استكبار عنها وإن قال لا إله إلا الله لما تقدم من الآيات والأحاديث السابقة ولدخوله في التارك لدينه المفارق للجماعة وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)
لإنه بذلك يكون مرتدا مبدلا لدينه. وأما إن كان تركه لها لا لجحود ولا استكبار بل لنوع تكاسل وتهاون كما هو حال كثير من الناس فقال النووي رحمه الله تعالى والجماهير من السلف والخلف إلى أنه لا يكفر بل يفسق ويستتاب فإن تاب وإلا قتلناه حدا كالزاني المحصن ولكنه يقتل بالسيف.
وقد ذهب جماعة من السلف وهو مروي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهي إحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وبه قال عبد الله بن مبارك وإسحاق بن راهويه وهو وجه لبعض أصحاب الشافعي رضوان الله عليه وذهب أبو حنيفة وجماعة من أهل الكوفة والمزني صاحب الشافعي رحمهم الله تعالى: إلى أنه لا يكفر ولا يقتل بل يعزر ويحبس حتى يصلي. قال رحمه الله تعالى: واحتج من قال بكفره بظاهر حديث جابر:
(إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) وبالقياس على كلمة التوحيد.
واحتج من قال لا يقتل بحديث (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث) وليس فيه الصلاة. واحتج الجمهور على أنه لا يكفر بقوله تعالى:
"إِنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء" (النساء: 48)
وبقوله صلى الله عليه وسلم:
(من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ومن مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ولا يلقى الله عبد بهما غير شاك فيحجب عن الجنة وحرم الله على النار من قال لا إله إلا الله)
وغير ذلك واحتجوا على قتله بقوله تعالى:
"فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (التوبة: 5)
وقوله صلى الله عليه وسلم:
(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم)
وتأولوا قوله صلى الله عليه وسلم:
(بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة)
على معنى أنه يستحق بترك الصلاة عقوبة الكافر وهي القتل أو أنه محمول على المستحل أو على أنه قد يؤول به إلى الكفر أو أن فعله فعل الكفار والله أعلم انتهى كلامه.
حكم تارك الصلاة جحودا واستكبارا عن أدائها
بواسطة mausuahislamiyah
on
مارس 30, 2016
Rating:

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق