المعاصي تزيل النعم وتؤدي إلى الجفاف

المعاصي تزيل النعم  وتؤدي إلى الجفاف
منقولة من محاضرة الدكتور راتب النابلسي

المعاصي تزيل النعم  وتؤدي إلى الجفاف
الصحراء

فاعلم أن المعاصي تزيل النعم وتؤدي إلى الجفاف، وكلما قلَّ ماءُ الحياء قلَّ ماء السماء، وكلما رخص لحم النساء غلا لحم الضأن، وكلما اتسعت الصحون على السطوح ضاقت صحون المائدة.
والرزق كما قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 

( لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ ، وَلَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ )
 ابن ماجه 

لذلك :

﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً ﴾ 
( سورة طه : الآية : 132 )

إذاً البيت الذي تؤدى فيه الصلوات الخمس، البيت الذي فيه معالم الإيمان ، يتلى في القرآن  هو بيت مرزوق ، ومحل تجاري ليس فيه معاص ولا آثام ، فيه غض بصر ، فيه ضبط لسان هذا المحل التجاري مرزوق ، الرزق متعلق بالاستقامة ، هذه آيات كثيرة .

الله هو  المسعِّر، وإذا أعطى أدهش، وإذا حاسب فتش، والخيارات التي بيد الله عز وجل لا تعد ولا تحصى. مرة ثانية الله عز وجل له فعل تكويني ، وأمر تكليفي ، الفعل التكويني الأمطار بيده ، الإنتاج بيده .

في مرة رأيت قمحة في الغوطة أنبت 35 سنبلة ، عددتها بيدي، أخذت سنبلة  وسحقتها ، وعددت عدد حبات القمح فكانت خمسين حبة ، ضربت 35 بـ50 فإذا هي 1750 حبة من سنبلة واحدة .

أحيانا الكميات تكون فلكية ، وأحيانا تكون الكميات شحيحة ، هذا معنى قوله النبي الكريم : ( إنَّ اللهَ هُوَ المُسَعِّرُ )، بفعله التكويني، فعله التكويني هو المسعّر ، بالكمّ ، بالأمطار .

في مرة شحت الأمطار في هذه البلدة إلى درجة حتى أن الخبراء في حوض دمشق قالوا : دمشق مقدِمة على جفاف ، والله حدثني طبيب عضو في هذه اللجنة ، قال لي : يمكن أن يموت النبات كله، في العام القادم نزلت أمطار لم ينزل مثلها من خمسين عامًا، 350 ميلي في السنة، 30 ـ 40 نبعا جف من 20 سنة تفجر، مياه بعض الأطراف وصلت إلى الشام .

إن سحابة اكتشفت في الفضاء الخارجي يمكن أن تملأ محيطات الأرض ستين مرة في اليوم الواحد بمياه عذبة ، فالشح في المياه تأديب، النقص في المياه تأديب، الفيضانات تأديب، نقص الرياح تأديب، اشتداد الرياح تأديب ، فالعبرة أن نستفيد مما يحصل ، لأنه من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر .
فالله عز وجل له فعل تكويني في التسعير، وله فعل تكليفي، منعك من الغش منعك من الاحتكار، منعك من التدليس، منعك من الكذب بالبيع والشراء .

(  من عامل الناس فلم يظلمهم ، وعاملهم فلم يكذبهم )
 مسند الشهاب عن علي بسند فيه مقال كبير 

منعك من مئات المعاصي، فإذا انضبطت بها، وابتعدت عنها جاء السعر طبيعيًا جداً ومريحًا، وكما قلت لكم: أوسع نشاط بشري هو البيع والشراء، وأخطر ما في البيع والشراء هو السعر، والسعر بيد الله عز وجل، والله هو المسعِّر، وباستقامتنا ترخص الأسعار، وببعدنا عن الله عز وجل ترتفع الأسعار .

المعاصي تزيل النعم وتؤدي إلى الجفاف المعاصي تزيل النعم  وتؤدي إلى الجفاف بواسطة mausuahislamiyah on مارس 28, 2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف