الأسباب التي تمنع الرزق وتقرب من الفقر
نقدم لكم الأسباب التي تمنع الرزق والأسباب التي تقرب من الفقر. والأن نتساءل ما هي الأسباب التي تقلل من الرزق؟. هذا الموضوع مهم جداً إن تدبرناه كانت النتائج طيبة لحياتنا. وهذا الحديث منقول من خطب الشيخ محمد راتب النابلسي رضي الله عنه.
الصبي يلعب بالأزهر
اعلموا أنه ليس في الدين رأي شخصي، إنه دين الله، ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء، ولا يجرؤ إنسان على وجه الأرض أن يقول في الدين برأيه. والآن نحن أمام نصوص من كتاب الله، ومما صح من كلام رسول الله.
ما هي الأسباب التي تقلل الرزق ؟ وتقرب إلى الفقر ؟
-أولا: الزنا
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا
( سورة الإسراء)
هناك عقابان للزنا، عقاب سببي، إذْ يصاب الإنسان بأمراض خطيرة جداً، منها فيروس الإيدز الذي قضى على عشرات الملايين من أهل الأرض، والآن تقريباً ستون مليون إنسان مصابون بهذا المرض، وهم في طريقهم إلى الموت، فأحد أسباب انعدام الرزق أو قلته هو الزنا، وللزنا عقابان، عقاب علمي، هو نفسه سبب لعاهة أو مرض خبيث أو فيروس، أو ما شاكل ذلك، وعقاب وضعي ، يقول عليه الصلاة والسلام :
( إياكم والزنا ، فإن فيه أربع خصال : يذهب البهاء من الوجه ، ويقطع الرزق ، ويسخط الرحمن ، ثم الخلود في النار )
ورد في الأثر
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :
( في الزنا ست خصال، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، أما اللواتي في الدنيا فيذهب ببهاء لوجه ، ويورث الفقر، وينقص العمر، وأما اللاتي في الآخرة فيورث السخط وسوء الحساب والخلود في النار )
( الطبراني في الأوسط عن ابن عباس ، وفي إسناده مقال كبير)
وقع تحت سمعي قصة رجلين ممن يعملان في طلاء السيارات في هذا البلد، ذهبا إلى ألمانية ليستوردا سيارتين، القصة قديمة ، وعادا بالسيارتين براً، نزلا في فندق في بلدة من بلدان أوربة الشرقية، يقول لي أحدهما: بعد الساعة الثانية عشرة طُرِق باب الرجلين مِن قِبَل امرأتين، الأول فتح الباب، والثاني قال: إني أخاف الله رب العالمين، ثم وصلا إلى الشام، الأول في صعود، والثاني في هبوط، الثاني ضاقت الأحوال به ، فباع محله ، وطلق زوجته ، والله وأعرفهما تماماً، الأول في صعود مستمر .
أنا مؤمن إيماناً قطعياً أن أحد أسباب الفقر الزنا ، يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابن عمر رضي الله عنهما :
( الزنا يورث الفقر )
الجامع الصغير عن ابن عمر وسنده منكَر
هذا عقاب وضعي ، الله بفعله يجعله فقيراً ، أما الزنا فسبب علمي لأمراض خبيثة ، منها فيروس الإيدز .
أيها الإخوة الكرام ، طبعاً الفقر فقرُ ذات اليد ، وفقر القلب ، الزاني محجوب عن الله عز وجل ، لأنه وقع في فاحشة .
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا
( سورة الإسراء)
ما قال : ولا تزنوا ، قال :
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا
فأيّ شيء يفضي إلى الزنا فهو محرم ، فالخلوة بالأجنبية محرم ، صحبة الأراذل شيء محرم ، إطلاق البصر شيء محرم ، متابعة أشياء إباحية في الإنترنت وفي الفضائيات شيء محرم ، لأن هذا طريق إلى الزنا ، هذه الشهوة تشبه صخرة في قمة جبل متمكنة في مكانها ، فإذا دفعتها ، وظننت أنك تريد أن تدفعها مترا واحدا في المنحدر فلن تستقر إلا في قعر الوادي ، الأمر ليس بيدك .
وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا
( سورة الإسراء)
النهي ليس عن الزنا، بل النهي عن أسباب الزنا، كالخلوة، وإطلاق البصر، والاختلاط ، وصحبة الأراذل، والإثارة المستمرة، هذه تنتهي إلى الزنا.
-ثانيا: نقص المكيال والميزان
اعلموا أن السبب الثاني للفقر نقص المكيال والميزان ، استمعوا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه بيننا :
( يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ ، لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا )
هل هناك أوضح من هذا الكلام في موضوع فيروس الإيدز ؟
( وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ ـ وهي القحط والجفاف ـ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنْ السَّمَاءِ ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ).
في كل حرب في الشرق الأوسط تنتقل مئات مليارات من العملة الصعبة من الشرق إلى الغرب.
-ثالثا: الحكمُ بغير ما أنزل الله
( وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ )
ابن ماجه عن ابن عمر
حروب أهلية، هذه المعصية الثانية، نقص المكيال والميزان، والحكم بغير ما أنزل الله أحد أسباب الفقر .
نحن مع حديث رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى ، ومع القرآن الكريم كلام رب العالمين .
-رابعا: منع الزكاة
المعصية الرابعة منع الزكاة ، قال عليه الصلاة والسلام :
( ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم ).
أخرجه الحاكم عن بريدة ، وقال : صحيح على شرط مسلم
بالمناسبة آية دقيقة جداً :
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ
(سورة الأنعام :65)
هذه الصواعق والآن الصواريخ ، هذه الزلازل ، والآن الألغام ، والحروب الأهلية .
( ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم ، ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط إلا سلط الله عليهم الموت ، وما منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر )
أخرجه الحاكم عن بريدة ، وقال : صحيح على شرط مسلم
هناك إحصاءات ربما لا تصدقونها ، خمسة بالمئة فقط من أغنياء المسلمين يدفعون زكاة أموالهم ، وفي حديث آخر :
( ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين )
الطبراني في الأوسط عن بريدة بسند صحيح ٍ
أول سبب الزنا ، الثاني نقص المكيال والميزان ، و الثالث الحكم بغير ما أنزل الله ، الرابع منع الزكاة .
-خامسا: الربا
والخامس الربا ، يقول عليه الصلاة والسلام :
( ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة ـ أي بالفقر ـ وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب )
الحاكم عن عمرو بن العاص ، وفي سنده ضعف
الربا يؤدي إلى الفقر ، والرشا تؤدي إلى الرعب .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ - فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ
(سورة البقرة)
وقد روى ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله )
الحاكم عن ابن عباس ، وسنده صحيح
الزنا والربا .
-سادسا: اليمين الكاذبة
المعصية السادسة التي تؤدي إلى الفقر اليمين الكاذبة ، قال عليه الصلاة والسلام :
( اليمين الفاجرة تُذهب المال ، أو تَذهب بالمال )
البزار عن عبد الرحمن بن عوف ، وسنده حسن
أن تحلف يميناً كاذبة، هذه اليمين الكاذبة سبب عند الله للفقر،
( و اليمين الفاجرة تذر الديار بلاقع )
البيهقي عن أبي هريرة بسند صحيح
بلاقع أي: خَرِب .
وبعض التابعين قال لأحد التجار : " يا عبد الله، اتق الله، ولا تكثر الحلف، فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت ، ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف "، فلا داعي أن تحلف أن هذه الحاجة سعرها كذا ، الله عز وجل هو الرزاق ، ويقول عليه الصلاة والسلام :
( إياكم وكثرة الحلف في البيع ، فإنه ينفق ثم يمحق )
مسلم عن أبي قتادة
الشاري قد يخجل منك فيشتري البضاعة بأيمان مغلظة ، يشتريها، لكن الله يمحق هذا المال .
وفي حديث آخر :
( الحلف منفقة للسعلة ممحقة للبركة )
متفق عليه عن أبي هريرة
لا تحلف .
كان الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه يتصدق بدينار عن كل يمين حلفها صادقاً ، فكيف إذا كان كاذباً ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
( ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، قَالَ : فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارًا ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ : خَابُوا وَخَسِرُوا ، مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الْمُسْبِلُ ، وَالْمَنَّانُ ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ )
مسلم عن أبي ذر
-سابعا: الكذب
المعصية السابعة الكذب ، الكذب من صفات الكافرين والمنافقين :
إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ
(سورة النحل)
المؤمن لا يكذب ، قد يقع في معاص ، لضعف في نفسه ، قد تغلبه شهوته ، لكن الكذب ليس شهوة ، بل هو خُبثٌ ، المؤمن لا يكذب، لذلك ورد في بعض الأحاديث :
( يطبع المؤمن على الخلال كلها)
رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي
هناك مؤمن عصبي المزاج ، على العين والرأس ، ومؤمن يحب البقاء في البيت ، ومؤمن يعتني بهندامه كثيراً ، ومؤمن هندامه أقلّ من غيره ، ومؤمن يحب الاختلاط مع الناس ، ومؤمن يؤثر العزلة ، هذه طباع :
(يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب )
رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي
فإذا كذب و خان فليس مؤمناً ، المؤمن لا يكذب .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ : رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى ، وَهُوَ كَاذِبٌ ، وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ، وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ ، فَيَقُولُ اللَّهُ الْيَوْمَ : أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ )
أخرجه البخاري
لذلك حتى في الإعلانات التي توهم بخصائص لبضاعة ليست فيها، التي توهم بأنها من مصدر معين ، وهي من مصدر آخر، التي توهم أن فيها هذه الخصائص ، وهي ليست فيها .
أن تضع علامة تجارية لسلعة ليست من هذا المعمل قضية سهلة جداً، الآن هناك معامل بأعلى مستوى من التقنية، توضع العلامات التجارية الرائجة على سلع من مستوى منخفض جداً، وتباع هذه السلع بهذه الطريقة ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
( الكذب ينقص الرزق )
الجامع الصغير عن أبي هريرة بسند موضوع
هل هناك أوضح من هذا ؟ و :
( البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ ...)
أخرجه الجماعة عن حكيم بن حزام
البَيِّعَانِ : المشتري والبائع :
( ... ما لم يَتَفَرَّقا ، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِك لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا )
أنت حينما تخفي عيباً في بضاعة الله عز وجل يتولى معاقبتك .
والله إن إنسانا أعرفه عنده مركبة فيها عيب خطير في المحرك فباعها ، وتمكن أن يخفي هذا العيب ، وقال لي بالحرف الواحد : لبّستُها لشخص ، ظن نفسه ذكياً ، فيها عيب خطير في المحرك ، لكنه كتم هذا العيب ، و أوهم الشاري أن هذا المحرك طبيعي جداً، وباعها ، واشترى مركبة على الصفر ، هذا مصطلح عند من يشتري المركبات ، جميلة جداً ، لون طحيني ، الفرش بلونٍ كحليٍّ، وهو مسرور بها ، في ثالث يوم في أحد أحياء دمشق ارتكب حادثاً فتحطمت تحطماً بالغاً ، فلما جاءني شاكياً قلت له : ألم تقل لي قبل أيام : أنت بعت هذه السيارة التي كانت عندك لإنسان، وأخفيت عنه العيب، إخفاء العيب حرام:
( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، أَوْ قَالَ : حَتَّى يَتَفَرَّقَا ، فَإِنْ صَدَقَا، وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا ، وَإِنْ كَتَمَا ، وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا )
[ متفق عليه ]
-ثامنا: الاحتكار
معصية أخرى هي الاحتكار، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( مَنْ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامًا ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالْجُذَامِ وَالْإِفْلَاسِ )
( رواه ابن ماجه عن عمر مرفوعا )
هو أراد أن يمتع جسمه بهذا المال الوفير ، أراد أن يزداد ماله فأصابه مرض عضال ، وماله أصابه الإفلاس .
( مَنْ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامًا ضَرَبَهُ اللَّهُ بِالْجُذَامِ وَالْإِفْلَاسِ )
الاحتكار أن تحبس بيع البضاعة، ولا سيما البضاعة الغذائية التي يحتاجها الناس، أن تحبسها من أجل أن يرتفع ثمنها ، هل تصدقون أنه كما يكون البائع محتكراً يكون الشاري محتكراً ، كيف ؟
أنت تحتاج في الشهر إلى عبوة من غذاء معين ، فشعرت بأزمة ، فاشتريت خمس عبوات، هذا المستهلك الذي يشتري فوق حاجته، ويسبب نقصَ هذه البضاعة محتكر أيضاً ، خذ حاجتك ، لذلك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ احْتَكَرَ فَهُوَ خَاطِئٌ )
(أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود)
خاطئ ليس مشكلة ، اسمع :
إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ
( سورة القصص )
كلمة خاطئ في القرآن تعني أنه إلى جهنم، ويئس المصير.
( مَنْ احْتَكَرَ فَهُوَ خَاطِئٌ )
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى ، وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ، وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمْ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى )
(رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط )
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ ، وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ )
ابن ماجه
لا تحتكر طعاماً ، ويقول عليه الصلاة والسلام:
( مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
رواه أحمد
-تاسعا: الغش
المعصية التاسعة الغش.
أنواع الغش تحتاج إلى خُطب، تغير صفات البضاعة، تغير منشأ البضاعة، اللعب بالوزن، بالكيل ، بالمساحة، بالإيهام، هذا كله يؤدي إلى فقر، الغش أحد أسباب الفقر، يقول عليه الصلاة والسلام :
( غبن المسترسل ربا )
البيهقي عن أنس بسند فيه ضعف
المسترسل الجاهل بخصائص البضاعة، والباعة عندهم حاسة سادسة، يشعرون أن هذا المشتري جاهل بخصائص البضاعة فيبيعونه أسوء بضاعة بأعلى ثمن، ويتوهمون أنهم أذكياء .
مَن هو الغبي ؟ هو الذي يتوهم أن الله لا يعاقب، قال أحدهم: يا رب ، لقد عصيتك، ولم تعاقبني، قال : عبدي، قد عاقبتك ولم تدر، مليون مصيبة يسوقها الله لك، أن تغش المسترسل فهذا ربا.
-عاشرا: التجارة في المحرمات
آخر معصية:التجارة في المحرمات،هناك مواد محرمة، ومشروبات محرمة، ولحوم محرمة، وبضاعة محرمة، أشياء لا تعد ولا تحصى ، لمجرد أن تتاجر في المحرمات فقد وقعت في إثم كبير .
والله سبحانه وتعالى يريدنا أن نتعلم ، فمن دخل السوق مِن دون فقه أكل الربا ، شاء أم أبى ، فمعرفة الأحكام الشرعية فرض عين على كل مسلم ، ما الحلال وما الحرام .
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين .
الأسباب التي تمنع الرزق وتقرب من الفقر
بواسطة mausuahislamiyah
on
مارس 30, 2016
Rating:

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق