هل يجازي الله أعمال الكفار إذا يعملون الحسنات ؟
هل يجازي الله أعمال الكفار إذا يعملون الحسنات ؟
بقلم الشيخ محمد راتب النابلسي
بقلم الشيخ محمد راتب النابلسي
هناك سؤال: هل يجازي الله أعمالهم ؟.
وهذه المقالة ننقل لكم من مقالة فضيلة الشيخ محمد راتب النابلسي السوري رضي الله
عنه وأرضاه.
الآن
هناك فكرة من شكر الله سبحانه وتعالى، أنه يجازي أعداءه بما يفعلونه من خير،
أعداؤه الذين كفروا به، بل الذين أنكروا وجوده، بل الذين تفلتوا من منهجه، بل
الذين انغمسوا في ملذات محرمة، أعداؤه يجازيهم، إذا فعلوا الخير، ويخفف به عنهم
يوم القيامة، فلا يضيّع عليهم ما يعملونه من إحسان، وهم من أبغض الخلق إليه، لن
تفعل شيئاً ويضيع عليك أجره.
أما الحديث الذي يؤكد هذا المعنى، طبعاً الحديث عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، الآن القول يرويه عمرو بن العاص:
( تَقُومُ السَّاعَةُ والرُّومُ أكْثرُ النَّاسِ، فقال له عمرو بن العاص: أبْصِرْ ما تقول: قال: أقول ما سمعتُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال: لئن قلتَ ذلك إنَّ فيهم لَخِصالاً أربعاً، إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَة )
( إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَة، وأسْرَعُهُم إفَاقَة عند مُصِيبة، وأوْشَكُهُم كَرَّة بعد فَرَّة، وخَيْرُهُم لِمسْكِين ويَتيم وضَعيف )
هؤلاء الغارقون في المعاصي والآثام، الذين يعتدون على شعوب الأرض ، يعاملون شعوبهم معاملة تفوق حدّ الخيال، مع أنهم أعداءه، مع أنه يبغضه لكنه يشكرهم على هذه الأفعال.
إذا لم يطبق المسلمون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإنهم يؤذونه, لأن غيرهم ينسبون أفعالهم إلى الإسلام وهو عنهم بريئ
قوانين، والبطولة أن تكتشف قوانين الله عز وجل، أي مؤمن، غير مؤمن ، مستقيم، غير مستقيم، إذا قدّم عملاً صالحاً لمن حوله، فالله عز وجل يشكره عليه، لا يمكن أن يضيع عليك عملاً طيباً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق، و لو أن تبتسم في وجه أخيك:
( إنَّ فيهم لَخِصالا أربعا، إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاسِ
عِنْدَ فِتْنَة )
يفكرون، يخططون بهدوء، يرسمون خططاً بعيدة، شعوب أخرى تثور، وتهوج، وتموج، ثم تخمد، يعني شيء مؤلم جداً.
يعني هذا الرسام الذي رسم، المفروض أن نتلقى هذا بهدوء، وأن نخطط لتعريف الغرب برسول الله، أما قتل، وضرب، هذا ماذا يفعل ؟ يصورون هؤلاء الشعوب حينما تهوج وتموج، ويسخرون، أما الذكاء والعقل أن نخطط، أن نُعرف الناس بهذا النبي الكريم، أن نطبق سنته، حتى يأخذ الناس فكرة عن هذا الدين العظيم، من هم الذين أساؤوا للنبي عليه الصلاة والسلام ؟ أنا أرى أن المسلمين هم أول من يسيء إليه، إذ لم يطبقوا سنته، أكلوا المال الحرام، اعتدوا على بعضهم بعضاً، سفكوا دماء بعضهم بعضاً، فالعالم الآخر يراهم متخلفون، يظن أن هذا دينهم، حتى الرسام الدنمركي لما عوتب عتاباً شديداً قال: كنت أظنه كأتباعه، إذاً من هو الذي أساء حقيقة ؟ نحن أسأنا إلى نبينا، فكان ردّ فعل الغرب أنهم أساؤوا إليه.
( وخَيْرُهُم لِمسْكِين ويَتيم وضَعيف، وخَامِسَة حسنة جَميلة: وأمْنَعُهُم منْ ظُلْمِ الْمُلُوك )
الله عز وجل يجزي عملا صالحا من العباد
النبي سافر إلى أوربا ؟ سافر إلى بلاد بعيدة ؟ التقى بهم
؟.
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾
هذا الحديث في صحيح مسلم، من أعلى درجات الصحة يصف الروم:
( تَقُومُ السَّاعَةُ والرُّومُ أكْثرُ النَّاسِ، فقال له
عمرو بن العاص: أبْصِرْ ما تقول: قال: أقول ما سمعتُ من رسولِ الله صلى الله عليه
وسلم، قال: لئن قلتَ ذلك إنَّ فيهم لَخِصالا أربعا، إنَّهُم لأحْلَمُ النَّاسِ
عِنْدَ فِتْنَة )
يخططون، يملكون أعصابهم.
( وأسْرَعُهُم إفَاقَة عند مُصِيبة، وأوْشَكُهُم كَرَّة بعد فَرَّة، وخَيْرُهُم لِمسْكِين ويَتيم وضَعيف، وخَامِسَة حسنة جَميلة: وأمْنَعُهُم منْ ظُلْمِ الْمُلُوك )
منهج الإسلام منهج موضوعي، طبعاً الفكرة قد تبدو غريبة، أعداؤه غارقون في المعاصي والآثام، أعمالهم الطيبة محفوظة لهم، لأنه شكور.
ما أحسن عبد من مسلم أو كافر إلا وقع أجره على الله في الدنيا أو في الآخرة
هل يجازي الله أعمال الكفار إذا يعملون الحسنات ؟
بواسطة mausuahislamiyah
on
يناير 01, 2016
Rating:

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق