الأحكام المتعلقة بصوم المريض والمسافر والمرضع والشيخ الكبير

 وهذه هي حلقة مجالس رمضان للشيخ مصطفى العدوي عن تفسير قوله تعالى: "أياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من أيام أخر". وهذه الفرصة سنبين الأحكام المتعلقة بصوم المرضع و المسافر والمريض والشيخ الكبير والعجوز.هذه هي الحلقة الثالثة من مجالس رمضان-ح 3



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
فهذا مجلس من مجالس شهر رمضان أقول وبالله التوفيق. بلغنا في الأيات المتعلقة بالصيام قوله تعالى قوله سبحانه وتعالى:
"أياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من أيام أخر"

حكم صيام المسافر

فنتعرض هنا لحكم صيام المسافر محصلة القول في صيام المسافر.

1.     ان المسافر اذا كان السفر لا يشق عليه صام وبادر بالخيرات وليس عليه الإعادة.
2.     اذا كان الصوم يشق عليه استحب له الفطر
         
وعلى كل دليل.

·        الدليل للرأي الأول
فمن دليل الأدلة على جواز الصيام في السفر: ان حمزة بن عمرو الأسلمي سئل النبي صلى الله عليه وسلم  قائلا:

"يا رسول الله اني رجل أسرد الصيام أفأصوم في السفر ؟ قال: "ان شئت فصم وان شئت فأفطر".

وسفر النبي صلى الله عليه وسلم  مع اصحابه منهم الصائم ومنهم المفطر فلم يعب المفطر على الصائم ولم يعب الصائم على المفطر. هذا حجج القائلين بصيام في السفر.

·        الدليل للرأي الثاني
والقائلون بالفطر في السفر استدلوا ببعض الأحاديث  والتي منها ان النبي صلى االه عليه وسلم  كان في السفر فوجد الناس قد اجتمعوا حول رجل ذلل عليه فقال: ما هذا ؟ قال: صائم في السفر, قال

"ليس من البر الصيام في السفر"
واستدلوا بحديث:

"إنكم مصبحوا العدو غدا والفطرأاقوى لكم"

 فأمرهم بالفطر واستدلوا بحديث أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم  كان في غزوة او في طريق غزوة كان في السفر, فكان المفطرون بخدمة الصوام وقال صلى الله عليه وسلم:  

"ذهب اليوم المفطرون بالأجر"

فهذا بعض الحجج القائلين بأن الفطر في السفر.

وحسمت المسألة واقعة حدثت في زمان عمر بن عبد العزيز رحم الله تعالى. قد كان في قصره فسمع صوتا فلما سمع خرج على إثر صوت فإذا بعروة بن زبير يتناقش مع سالم بن عبد الله بن عمر وهما علما في هذه المسألة, وارتفعت الأصوات, فقال: ماذا عندك يا سالم ؟ قال أقول ان مسافرا يفطر. إن المسافر يفطر قال ما مستندك لذالك ؟ قال: حدثني أبي عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الأحاديث الفطر في السفر او بعدها ماذا عندك يا عروة ؟ قال ان المسافر يصوم حدثتني بذالك. قالت عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.  
فقال عمر بن عبد العزيز: "سبحان الله عسر ويسر ان كان ثم عسر فأفطر وان كان ثم يسر فصم"

حكم صوم المريض

وبهذه المقولة حسمت المسألة المسافر والصيام والله أعلم.
هذا وقوله تعالى:

"فمن كان منكم مريضا": أي مرض هذا الذي يستدعى الفطر. 

 حكم المريض الذي لو صام اذداد مرضه

والمريض الذي لا يتحمل معه ان يصوم. المريض الذي يتأخر الشفاء بسبب الصيام, او الذي يزداد المرض بسبب الصيام او الذي تحدث معه المضرة اذا صام, فهذا المريض الذي يفطر.   

اما ما شذ به بعض العلماء من ان من أصيب بشوكة اصبح مريضا هذا الكلام لاتأويل عليه. ولا يقال ان من أصيب بشوكة في رجله انه مريض.
قوله تعالى:
"فمن كان منكم مريضا او على سفر"

مقدر على وهو فأفطر فعدة من أيام أخر بعدد الأيام التي  صامها. قال تعالى:

"وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين"

اي وعلى الذين يتحملون الصيام وهو شاق عليه اذا ارادوا ان يفطروا أفطروا وأطعموا مكان كل يوم مسكينا. وكان هذا في اول فرض الصيام. فالأحكام الشرعية كما لايخفى عليكم فيها التدرج. بعد التدرج الصلوات كانت صلاتان في اول الأمر اصبحت خمسة في ليلة الإسراء. كذالك شرب الخمر نزلت الأيات فيه تباعا. وكذالك الجهاد وكذالك الصيام.

فكان في أول فرض الصيام من شاء صام ومن شاء أفطر, وأفطر مكان كل يوم مسكينا. فهذا قوله تعالى:
"وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين": اي عن كل يوم يفطره. فمن تطوع خيرا: اي زاد على مسكين أطعم مسكينين او ثلاثة فهو خير له. وهو أصل في جواز الزيادة في الكفارة عن القدر المطلوب. والأية منسوخة بقوله تعالى: فمن شهد منكم الشهر فليصمه, فكان في اول الأمر هناك تخيير إما ان تصوم وإما ان تفطر وتطعم مكان كل يوم مسكينا, فنسخ ذالك كله لقوله تعالى:

"فمن شهد منكم الشهر فليصمه"

وهذا رأي الجمهور العلماء. بينما يقول عبد الله بن عباس انها باقية لا تنسخ وإنها خاصة بشيخ الكبير والمرأة العجوز والمرضع والحامل, هكذا يقول ابن عباس  رضي الله عنه.
لكن جمهور ذهبوا على انها منسوخ.


حكم الصيام على شيخ كبير

لم يثبت في شيخ الكبير حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. فشيخ الكبير مخاطب بالصيام. ان عجز ماذا عليه ؟.
كان أنس رضي الله عنه لما أسن يفطر ويطعم مكان كل يوم مسكينا. هذا موقوف على أنس بن مالك. اذا استحبه بعض العلماء ان يفطر ويطعم مكان كل يوم مسكينا. فرأي ابن عباس ان الأية لم تنسخ ورأي أنس كفعل له في هذا الصدد. لكن ذهب بعض العلماء لأنه ليس له شيء لعدم وجود الدليل يلزم له بشيء. والأية منسوخة.
وأما الشيخ العجو ز في نفس حكم الشيخ الكبير.

حكم صيام المرضع والحامل

أما المرضع والحامل فلعلماء فيها الأقوال.
1.     أشهرها ان المرضع والحامل تفطران ان عجزتها عن الصيام
وتقتضيان لقول الله تعالى:

"فمن كان منكم مريضا أو على سفر"

فقاسوها على المريض. قاسوا الحامل على المريض وقاسوا المرضع على الحامل. وقال: لأن شهر رمضان كتب علينا الصيام فإذا أفطارناه لعلة أعدناه

2.     فمن العلماء من يقول ان الحامل والمرضع ان عجزتا عن الصيام او خافتا على نفسهما او مولودهما او جنينيهما او الجنين المرض أفطرتا وأعادتا.
3.     والجمهور يقولون تفطران وتعيدان وتطعمان.
ولا أعلم دليلا على اتباع اعادة بالإطعام والله تعالى أعلى وأعلم.
هذا ومذاهب الأخرى من علماء في المرأة الحامل والمرضع فصومها فيما أرى الأن والله أعلم هو قول من قال:

4.     أنها تفطر وتقضى ما أفطرته اذا أفاه الله سبحانه وتعالى.

قدر الفدية لمن اضطر أن لا يصوم

وعلى الذين يطيقونه فدية

قدرها كم ؟. طعام مسكين. الطعام هنا لم يفصل أمره فما دام قد أطلق. فنحن على ما أطلقه سبحانه "وعلى الذين 

يطيقونه فدية طعام مسكين"

فمن تطوع خيرا اي أطعم المسكينين بدلا من الواحد فهو خير لك. وأن تصوم خير لكم, خير لكم يعني الشخص خير بالصيام والفطر والإطعام. فقال صيامكم خير لكم من ان تفطروا وتطعموا. ليس صيامكم خير لكم في السفر وفي المرض انماكان هذا في التخيير اول مرة. كان في اول الأمر إما ان تصوم وإما ان تفطر وتطعم. فقيل فصومك وصومك خير من إفطارك وإطعامك إن كنتم تعلمون.

الحديث عن نزول القرأن
ثم جاء التذكير بشهر رمضان الشهر المبارك:

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرأن"

أول القرأن نزل في رمضان. اول القرأن نزل في رمضان.

"إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين"

إنا كنا منزلين اي اول القرأن نزل في رمضان في ليلة القدر
.
"إنا أنزلناه في ليلة القدر"

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرأن.

فضائل شهر رمضان

وردت الفضائل كما لا يخفى عليكم في شأن رمضان.
·        إن ابواب الجنة تفتح وان ابواب النار تغلق
·         وان الشياطين تصفد
 الأحاديث في هذا كثيرة جدا ولعل لها باب أخر ان شاء الله تعالى هذا. 
الأحكام المتعلقة بصوم المريض والمسافر والمرضع والشيخ الكبير الأحكام المتعلقة بصوم المريض والمسافر والمرضع والشيخ الكبير بواسطة mausuahislamiyah on يناير 02, 2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف