أسرار السعادة عند الشيخ محمد راتب النابلسي
أسرار السعادة عند الشيخ محمد راتب النابلسي
أسرار السعادة عند الشيخ محمد راتب النابلسي في درسه الأسماء
الحسنى. فهناك من يطلب مستمرا عن السعادة ولكن لا بد أن تعرف أن للسعادة أسرار, فهلم أن نعرف بعض هذه الأسرار. منها:
·
إذا تريد أن تسعد فأسعد من حولك
أيها الأخوة، شكر العبد لله ثناءه عليه، المؤمن يشكر، والله عز وجل
يشكر، المؤمن يشكر الله لإحسانه إليه، والله عز وجل يشكر العبد لطاعته له.
للإمام الغزالي رحمه الله تعالى قول لطيف: إذا كان الذي أخذ فأثنى يعد شكوراً فالذي أعطى وأثنى أولى أن يكون شكوراً، يعطي، ويثني، يعطي العبد يشكر، والله عز وجل هو الذي أعطاه، هو الذي مكنه أن يشكر، وبعد ذلك الله عز وجل يشكر هذا العبد.
أنت حينما تقرأ في القرآن الكريم أن الله شكور، يجب أن تندفع بكل
ما تملك لخدمة عباده.
والله أيها الأخوة، يمكن قرأت كلمة في مجلة مترجمة من أربعين
عاماً، هذه الكلمات دخلت في أعماق نفسي:
" إذا أردت أن تسعد فأسعد
الآخرين، فأنت أسعدهم، لأن الله شكور، أنت حينما تفكر أن تقدم خدمة لإنسان،
لحيوان، لنبات، أنت حينما تفكر أن ترسم بسمة على وجه طفل، أو على وجه أسرة بائسة
تكون أسعد الناس."
أعرف رجلاً فقيراً جداً، أصيب بآفة في قلبه، والعملية تكلف مئات
الألوف ولا يملك مها قرشاً واحداً، زرته في البيت الكآبة مهيمنة، الأولاد، وضعهم
حزين، البيت فيه غمامة سوداء، هو الرجل، الأب، الزوج، ما في شيء، إنسان محسن أمر
طبيباً أن يجرى لهذا الفقير العملية على حسابه، والله زرته بعد نجاح العملية
الأطفال يكادون يرقصون من فرحتهم.
هذا الذي يدخل الفرح على قلوب الخلق بإحسانه إليهم، بتخفيف آلامهم، بحمل همومهم له عند الله مقام كبير، إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين، ولأن الله شكور تكون أنت أسعدهم.
·
السعادة لا تأتي من المال الجزيل بل هي تأتي من الإتصال بالله
ودوام ذكره سبحانه
نحن في الأوراد نقول: اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل محمد،
وصلِّ على أسعدنا سيدنا محمد.
السعادة لا تأتي من المال، بل
تأتي من اتصالك بالله عز وجل، فإذا قدمت خدمات لعباد الله فالله شكور، وعندئذٍ
يشكرك.
والله مرة أخ حدثني، قال لي: أنا كنت خارج دمشق، وصلت إليها في الساعة الثانية عشرة ليلاً، القصة بالثمانينات، بأزمة لبنان، رأى امرأة تمسك بطفل صغير وتبكي، وإلى جانبها زوجها، سأل، الابن حرارته 42، هم غرباء من لبنان، لا يعرفون أحداً، قال لي: بقيت معهم حتى الساعة الرابعة صباحاً، من مستشفى لمستشفى، من صيدلية لصيدلية، حتى انخفضت الحرارة وزال الخطر، يقسم لي بالله أنه بقي أسبوعين وهو في جنة.
يحدثني طبيب، يدخل لمستشفى عامة، العناية فيها قليلة جداً، يعامل
المرضى وكأنهم في أرقى مستشفى، المرضى الفقراء، التحاليل، الإيكو، المرنان، وكأنهم
في أرقى مستشفى، يقول لي: وأنا في هذه المستشفى العامة التي فيها إهمال كما هي
العادة في كل بلاد العالم، قال لي: أشعر وكأني في جنة، لأن الله شكور.
سيدنا ابن عباس كان معتكفاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، معتكف بعبادة، بل من أرقى العبادات، رأى رجلاً كئيباً، قال له: ما لي أراك كئيباً ؟ قال له: والله ديون لزمتني ما أطيق سدادها، قال له: لمن ؟ قال له: لفلان، فقال له ابن عباس: أتحب أن أكلمه لك ؟ قال له: والله أتمنى، فانطلق ابن عباس من معتكفه (أي خرج من عبادته) قال له أحدهم: يا بن عباس أنسيت أنك معتكف ؟ قال: لا والله، ولكني سمعت صاحب هذا القبر (يقصد رسول الله عليه الصلاة والسلام، والعهد به قريب، ودمعت عيناه) سمعت صاحب هذا القبر يقول:
"والله، لأن أمشي مع أخي في
حاجته، خير لي من صيام شهر، واعتكافه في مسجدي هذا"،
صيام من ؟ صيام سيد الخلق، اعتكاف من ؟
اعتكاف رسول الله، والله لأن أمشي مع أخ في حاجته خير لي من صيام شهر، واعتكافه في
مسجدي هذا.
أسرار السعادة عند الشيخ محمد راتب النابلسي
بواسطة mausuahislamiyah
on
يناير 01, 2016
Rating:

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق