إتقان الصنعة جزء من الدين
إتقان الصنعة جزء من الدين
للشيخ محمد راتب النابلسي رضي الله عنه
المصلون يصلون في الأزهر
إخوتنا الكرام، أنت إذا صنعت شيئاً فاجعله بصورة حسنة، والعالم الغربي برع في هذا بضاعته متقنة جداً، وجميلة جداً، ولها غلاف رائع، فإذا صنعت شيئاً ينبغي أن تصنعه وفق صورة حسنة، كأنك تشتق هذا الكمال من الله عز وجل ، وتتقرب به إلى الله، لذلك اجعل الإتقان والجمال في صنعتك.
أحيانا يكون الجمال، لكن بغير إتقان، اعتناء بغلاف الكتاب فقط، والكتاب مصور تصويرًا عشوائيًا، وهناك صناعة كبيرة جداً ظاهرها جميل، وباطنها غير متقن، هذا يعد غشاً، وأنا أقول: اجعل الإتقان والجمال باطناً وظاهراً لما تقدِّمه للناس من صناعة، أو من إنتاج.
النبي الكريم عليه أتم الصلاة والتسليم حينما دُفن ابنه إبراهيم، الذي حفر القبر ترك فيه فرجة صغيرة، قبر ! فقال عليه الصلاة والسلام:
(( إن هذه لا تؤذي الميت، ولكنها تؤذي الحي ))
ورد في الأثر
(( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ))
أخرجه أبو يعلى عن عائشة أم المؤمنين
عندك مفتاح كهربائي مائل، تتضايق، يقوم بوظيفته كاملة ! لمَ لمْ يضعه على الشاقول ؟ أو على المتوازي ؟ تتضايق:
(( إن هذه لا تؤذي الميت، ولكنها تؤذي الحي ))
(( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ))
إذاً: إتقان الصنعة جزء من الدين، هذا إتقان الصنعة ليكون مظهرها جيداً، وهناك عدم إتقان يودي بحياة إنسان، فقد لا تتقن معالجة مريض، ولا تبلغه أن هذا الدواء يسبِّب حساسية، وأنت معك حساسية مثلاً، قد تكون حساسية قاتلة، وقد لا تنتبه فتعطي عيار الدواء لكبير، وهو طفل صغير.
(( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ))
إتقان الصنعة جزء من الدين
بواسطة mausuahislamiyah
on
يونيو 07, 2016
Rating:

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق