حكمة الله في وجود النصوص الظنية في الأيات القرأنية

حكمة الله في وجود النصوص الظنية في الأيات القرأنية
حكمة الله في وجود النصوص الظنية في الأيات القرأنية
الأزهر

السؤال، لماذا لا تأتي جميع الأيات القرأنية قطعية فجائت وبعضها قطعية وبعضها ظنية ؟ اسمع الجواب من الشيخ راتب.

لو أن كل آيات القرآن الكريم قطعية الدلالة، فلا مشرع، ولا مجتهد، ولا فقيه، ولا عالم، ولا أصول فقه، ولا شيء إطلاقاً.

مثلا نقول: أعطِ فلاناً 1500 درهم، لا تحتاج هذه العبارة لا إلى تفسير الزمخشري، ولا إلى فقه أبي حنيفة، ولا إلى فقه الشافعي إطلاقاً، لا يختلف عليها اثنان في الأرض، أعطِ فلاناً 1500 درهم، أما إذا جاء النص: أعطِ فلاناً ألف درهم ونصفه، يا ترى على ما تعود الهاء ؟ على الألْف ؟ أم على الدرهم ؟ إن عادت على الألف فالمبلغ 1500 درهم، وإن عادت على الدرهم فالمبلغ ألف ونصف درهم، فالبخيل يفهم النص على أنه ألف ونصف درهم، والكريم يفهمه 1500، يمتحن الناس بالنص ظني الدلالة، شاءت حكمة الله أن يكون دينه، في قرآنه، وفي سنة نبيه نصوص ظنية الدلالة، ليجتهد العالِم، فما هو الاجتهاد ؟ الاجتهاد يكون فيما ليس فيه نص قطعي الدلالة: 

﴿ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ ﴾
( سورة التوبة الآية: 11 ) 

يا ترى نعطي الفقير القمح أم المال ؟ شيء يحير، العلماء اختلفوا، لكن لماذا اختلفوا ؟ لأن الفقير في الريف إن أعطيته القمح أكل طوال العام خبزاً مِن صنعه، أما إنسان يسكن في المدينة تعطيه كيس قمح فهو عبء عليه، أين يطحنه ؟ وأين يخبزه ؟ فهذا النص ظني الدلالة، إذاً يمكن أن تعطي الزكاة نقداً، أو عيناً.

فكل شيء متغير، متبدل بحسب البيئات جاء النص ظني الدلالة ليحتمل كل المتوقعات.

حكمة الله في وجود النصوص الظنية في الأيات القرأنية حكمة الله في وجود النصوص الظنية في الأيات القرأنية بواسطة mausuahislamiyah on يونيو 02, 2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف