التعاون والإتحاد بين المسلمين يفضي إلى النهضة والقوة
التعاون والإتحاد بين المسلمين يفضي إلى النهضة والقوة
أن المسلمين بحاجة ماسة إلى قيم حضارية هي في أصل دينهم، لكنهم غفلوا عنها ، من هذه القيم : الانتماء للمجموع ، وأخطر مرض يصيب المجتمع الانتماء الفردي ، الانتماء الفردي.
إنسان مضطجع تحت شجرة تفاح ، قد قطفت ثمارها كلها ، لكن بقيت تفاحة واحدة لم ينتبه إليها من قطف الفواكه ، كبيرة ، وذات لون شهي ، لون أصفر ، ولها خد أحمر ، ومعه منشار شجر ، فنشر هذه الشجرة ، وهي عالية جداً ، نشرها فوقعت على الأرض ليأكل هذه التفاحة ، هذا الانتماء الفردي .
من أجل مصلحته المحدودة يقضي على مصالح المجتمع ، من أجل شهواته المنحطة يدمر أمة ، أخطر شيء بالمجتمع الانتماء الفردي ، وأعظم شيء بالمجتمع الانتماء الجماعي ، قال تعالى :
﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾
﴿ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾
( سورة المائدة الآية : 2 )
التعاون أصل في ديننا ، وهو خصيصة ثابتة عند الطرف الآخر ، وهذه الخصيصة أحد أسباب قواتهم تعاونوا .
الشيء المؤلم جداً : الطرف الآخر يتعاونون ، وبينهم 5% قواسم مشتركة ، ويبحثون كل يوم عن وسيلة لتقارب هذه المجتمعات .
كنت في ألمانية ، مشينا في طريق في مدينة آخن ، قيل لي : هذه هولندا ، ولا لوحة ، ولا إشارة ، ولا كلمة ، كيف عرفتم أن هذه هولندا ؟ قالوا : من ألوان لوحات السيارات ، كانت بيضاء فأصبحت صفراء .
دولة واحدة ، عملة واحدة ، ناطق رسمي واحد ، ووحدة اقتصادية ، هؤلاء أعداءنا ! الذين يبحثون كل يوم عن نقاط اللقاء ، ونحن بيننا حدود وسدود ، فيها تقف ساعات ، وجدار فصل ، ونحن نتقاتل ، وبيننا 95 % قواسم مشتركة ، هذه وصمة عار بحق الأمة .
الله عز وجل يريدنا أن نتعاون ، لذلك الانتماء إلى المجموع حضارة ، الانتماء إلى المجموع دين ، الانتماء للمجموع شيء يرقى بالمجتمع ، والانتماء الفردي خطر يهدد المجتمعات الإسلامية ، والإنسان في هذه الحال له هدف مادي ، أن يجمع ثروة طائلة ، ولا يعبأ بكل مآسي المجتمع .
( والله ما آمن بي مَن بات شبعان ، وجاره إلى جانبه جائع وهو يعلم )
[ البزار والطبراني عن أنس بسند حسن ]
الله عز وجل ذات كاملة ، صمدية ، وصفاته فردية ، واحد أحد ، فرد صمد :
﴿ لَم يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾
هو المنفرد بالأَحدية والفردية .
التعاون والإتحاد بين المسلمين يفضي إلى النهضة والقوة
بواسطة mausuahislamiyah
on
مارس 24, 2016
Rating:

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق