قصة جبريل في ليلة الإسراء أمام هيبة الله عز وجل

قصة جبريل في ليلة الإسراء أمام هيبة الله عز وجل

الهيبة هي أعلى مراتب الخوف قال ابن القيم رحمة الله تعالى: هيبة الجلال هي أقصى درجة يشار إليها في غاية الخوف وربنا سبحانه له هيبة عظيمة لا يعلمها إلا من هجته تلك الهيبة. لا تقاربها هيبة. والذي يقف بين يديه يشعر بها بوضوح.

جبريل بقوته وعظمته الذي لو بسط جناحا من أجنحته لسد الأفق يعني الشمس. ما ترى وهو له ستمائة جناح ومع هذا انظروا ماذا حدث عنه النبي عليه الصلاة والسلام. حدث له أمر عظيم عندما وقف بين يدي الله. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"مررت ليلة أسري بي"

 يعني  الإسراء والمعراج.

"مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي" 

الحلس هو القماش الذي يوضع تحت الدابة. والبالي يعني القديم وجبريل كالحلس البالي من خشية الله. هيبة قال ابن القيم: من الملئكة من هو ساجد لله لا يرفع رأسه منذ أن خلقه الله. ومنهم راكعون لا يرفع رأسه منذ أن خلقه إلى يوم القيامة وانهم ليقولون يوم القيامه سبحانك،عبدناك حق عبادتك.

كان زين العابدين علي بن حسين رحمه الله يقول اذا توضأ يقولون يصفر وجهه ويتغير ويقال ما لك ؟ فيقول:  تدرون بين يدي من أقوم ؟.

سبب خوف الله

والخوف من الله يزيد في قلب العبد لسببين اثنين:

·        علم العبد بربه

·        علم العبد بنفسه. 

أما علم العبد بربه فلأنه يعلم أنه سبحانه عظيم يعلم أنه عظيم ذو كبرياء وجبروت. لا ينبغي له أن يعصى ولا ينبغي له أن يخالف. لا تخالفه.  كل شيء تحت قهره وسلطانه. الكون والنجوم والمجرات والنجوم والملائكة كلهم يمشون بنظام دقيق,  لا يخالفوه ولو مرة واحدة منذ أن خلقهم الله عز وجل. فمن أنا ومن أنت حتى نخالف أمره  أو أن نخرج عن هذا النظام.

ولهذا فإن الله يهز عباده ويقول لهم:

"مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً" 

الذي يزيد هيبة الله في قلبك علمك بربك وعلمك بنفسك. أما علمك بربك فقد ذكرناه ونزيد عليها إن الله يقول لك: "وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ". وهذا أذكر. 

أما عن علمك بنفسك فإن الإنسان أدرى بأفعاله وأدرى بما في قلبه.  يقول تعالى عز وجل:

 "بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ولو ألقى معاذيرة" 

هو أدرى باليوم الذي أغلق فيه الباب على نفسه. استهدف أن يستخفي عن الناس. وفعل ما فعل. هو أعلم بالمدة التي استمر بالمعصية ويؤخر التوبة وإلى الأن ما تاب. الله عز وجل لو أهلك العباد لأهلكهم جميعا ولا يبالي بهم  قال تعالى: 

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ  أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ  وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ"