مفهوم الفرح في ضوء شريعة الإسلام من خلال الأية القرأنية
مفهوم الفرح في ضوء شريعة الإسلام من خلال الأية القرأنية
نفعنا الله به
الشيخ محمد حماد، الإمام والخطيب جامع أحمد الرفاعي
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا يقودنا -يا عباد الله- إلى قوله تعالى:
(قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ)
[يونس: 58]
حتى يكون فرحنا شرعيًا نثاب عليه، لا بدّ من منطلق وأساس، فعلى أي شيء نفرح؟ ولأجل أي شيء نفرح؟ ومم نفرح؟ وما هو مبتغانا من هذه الفرحة؟ هل هي فرحة الأشر والبطر؟ هل هي فرحة قارون الذي:
(خَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) [القصص: 79]
فقال له الناصحون: لَا (تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القصص: 76]. فرحة الأشر والبطر، والفرحة بما عنده من الدنيا، أم ماذا؟
كلا -والله-.
هل هي فرحة العاصي بأن وجد شهوته المحرمة أو المال الذي سرقه؟
كلا -والله-، لكنها الفرحة بنعمة الله وفضله.
وهذا المفهوم للفرح، مفهوم عظيم في صميم العبودية:
(قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ)
اللام لام الأمر: (هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]
الفرحة الشرعية ليست بجمع الأموال ولا بحطام الدنيا، الفرحة الشرعية بفضل الله وبرحمته، قالوا: إن إبلاً أتي بها من الفتوحات لعمر -رضي الله عنه- إلى بيت المال فجعل يعدها هو ومولاه، فإذا هي أكثر من التي قيل له عن عددها، فقال له مولاه فرحًا: يا أمير المؤمنين قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ قال عمر -رضي الله عنه-: لا، لكنه الفرح بالقرآن، بدين الله، بشرع الله، بسنة نبي الله -صلى الله عليه وسلم-.
فإذا تعلمت حكمًا لم تكن قد تعلمته من قبل من دين الله؛ فلتفرح، وإذا فتح عليك بفهم في كتاب الله لم تكن أدركته من قبل؛ فبذلك فلتفرح، وإذا تعلمت سنة جديدة من سنن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم تكن مرت بك من قبل؛ فبذلك فلتفرح، وإذا قرأت حديثًا من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحيحة لم تطلع عليه من قبل؛ فبذلك فلتفرح، وإذا قرأت القرآن، أو قمت بعبادة، وإذا حفظت ما يشرع لك حفظه من كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- أو حصل ذلك لولدك، أو أحد من أهلك؛ فبذلك فلتفرح، هذه الفرحة الشرعية، وإذا أتممت شهرك، وإذا قمت بالعبادة، وإذا حججت بيت الله؛ فبذلك فلتفرح: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ} هذا المعنى العظيم للفرح الذي هو الفرح الشرعي الذي يزيد الإيمان، ولا يقود إلى أشر ولا بطر.
*الدرس من الشيخ محمد صالح المنجد رحمه الله تعالى
مفهوم الفرح في ضوء شريعة الإسلام من خلال الأية القرأنية
بواسطة mausuahislamiyah
on
نوفمبر 26, 2016
Rating:

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق