مفتاح نجاح الدعوة إلى الله هو عدم التقريع والقسوة في الخطاب
مفتاح نجاح الدعوة إلى الله هو عدم التقريع والقسوة في الخطاب
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
الدرس في جامع الرحمن الرحيم
أيها إخوتنا الأفاضيل. هلم نقرأ قول الله عز وجل:
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾
( سورة آل عمران الآية: 159 )
( سورة آل عمران الآية: 159 )
يعني بسبب رحمة استقرب في قلبك يا محمد كنت ليناً لهم، مع كل خصائصه ، مع أنه أوتي القرآن، مع أنه أوتي وحي السماء، مع أنه كان جميل الصورة، مع أنه كان فصيح اللسان، مع أنه لا ينسى.
﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى ﴾
( سورة الأعلى )
( سورة الأعلى )
مع أنه، مع أنه، لو سردت آلاف الصفات، يقول الله له كتوضيح، أنت أنت أنت يا محمد مع كل هذه الخصائص:
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾
( سورة آل عمران الآية: 159 )
( سورة آل عمران الآية: 159 )
لو معك علم، لو حافظ آلاف النصوص، لو متبحر بكل الكتب، ما دمت فظاً غليظ القلب ينفض الناس من حولك، هذا الكلام لمن موجه ؟ لا إلينا، لا في وحي، ولا في قرآن، ولا في معجزات، ولا في فصاحة، ولا في جمال، هذا الكلام موجه لسيد الخلق وحبيب الحق، موجه لمن اصطفاه الله على العالمين، قال له أنت، أنت، أنت بالذات:
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾
أنا أعجب أشد العجب من داعية، ليس نبياً، ولا رسولاً، ولا يوحى إليه، ولا معه القرآن، وليس فصيحاً، وليس جميل الصورة، ومع ذلك قاسٍ جداً في توجيهه، هذا التقريع، والقسوة في الخطاب ليس من صفات الدعاة الصادقين.
مفتاح نجاح الدعوة إلى الله هو عدم التقريع والقسوة في الخطاب
بواسطة mausuahislamiyah
on
سبتمبر 09, 2016
Rating:
بواسطة mausuahislamiyah
on
سبتمبر 09, 2016
Rating:

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق