حكم مسابقة حفظ القرأن الكريم وأخذ الجائزة فيها

نقدم لكم حكم مسابقة حفظ القرأن الكريم وأخذ الجائزة فيها.
نسأل الله أن ينفعنا به.
 الدرس القرأني في مسجد الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم
والفقهاء قد اتفقوا على جواز إعطاء العوض وأخذه في سباق الخيل والسهام والإبل، إذا كان ‏العوض من أحد المتسابقين أو من أجنبي عنهما، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ‏سبق إلا في نصل أو خف أو حافر" (رواه الترمذي والنسائي وأبو داود). 
واختلفوا فيما غير هذه ثلاثة الأمور، مثل السباق على الأقدام ‏والحمير والسباحة والمصارعة والمغالبة برفع الأثقال والمسابقة بالفيلة والبغال.‏

كما أنهم اختلفوا في إعطاء العوض في المسابقات الدينية، كمسابقة حفظ القرآن الكريم، ‏وحفظ مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة، أو كتابة بحث علمي، فذهب جماعة من أهل العلم ‏إلى الجواز، وهو الرأي الراجح إن شاء الله.‏

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه: "الفروسية" عند (المسألة الحادية عشرة): "المسابقة على ‏حفظ القرآن والحديث والفقه وغيره من العلوم النافعة، والإصابة في المسائل، هل تجوز ‏بعوض؟"
منع ذالك أصحاب مالك وأحمد والشافعي، وجوزه أصحاب أبي حنيفة وشيخنا، ‏وحكاه ابن عبد البر عن الشافعي، وهو أولى من الشباك والصراع والسباحة، فمن جوز ‏المسابقة عليها بعوض فالمسابقة على العلم أولى بالجواز، وهي صورة مراهنة الصِديق لكفار ‏قريش على صحة ما أخبرهم به وثبوته، وقد تقدم أنه لم يقم دليل شرعي على نسخه، وأن ‏الصديق أخذ رهنهم بعد تحريم القمار، وأن الدين قيامه بالحجة والجهاد فإذا جازت المراهنة ‏على آلات الجهاد، فهي في العلم أولى بالجواز، وهذا القول هو الراجح) انتهى.
وقال في ‏موضع آخر من كتابه ( وإذا كان الشارع قد أباح الرهان في الرمي والمسابقة بالخيل ‏والإبل، لما في ذلك من التحريض على تعلم الفروسية وإعداد القوة للجهاد فجواز ذلك في ‏المسابقة والمبادرة إلى العلم والحجة التي بها تفتح القلوب ويعز الإسلام وتظهر أعلامه أولى ‏وأحرى.‏
وإلى هذا ذهب أصحاب أبي حنيفة وشيخ الإسلام ابن تيمية).‏
وفي تبيين الحقائق من كتب الحنفية (وعلى هذا: الفقهاء إذا تنازعوا في المسائل وشرط ‏للمصيب منهم جعل جاز ذلك إذا لم يكن من الجانبين على ما ذكرنا في الخيل، لأن المعنى ‏يجمع الكل، إذ التعليم في البابين يرجع إلى تقوية الدين وإعلاء كلمة الله.)‏

وفي الإنصاف من كتب الحنابلة : ( والصراع، والسبق بالأقدام ونحوهما طاعة إذا قصد ‏بهما نصر الإسلام، وأخذ العوض عليه أخذ بالحق. فالمغالبة الجائزة تحل بالعوض إذا كانت ‏مما يعين على الدين، كما في مراهنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. واختار هذا كله ‏الشيخ تقي الدين -رحمه الله- وذكر أنه أحد الوجهين عندنا، معتمداً على ما ذكره ابن ‏البنا، قال ( ابن مفلح) في الفروع (فظاهره جواز المراهنة بعوض في باب العلم، لقيام الدين ‏بالجهاد والعلم.‏
وهذا ظاهر اختيار صاحب الفروع وهو حسن) انتهى الإنصاف للمرداوي.‏
والحاصل أنه يدل على الجواز أمران: ‏
رهان أبي بكر رضي الله عنه، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم، وقياس السباق في ‏المسائل العلمية على ما نص عليه في السباق في الخيل والإبل والسهام.‏
والجامع في ذلك: تقوية الدين وإعلاء كلمة الله.‏
ولا شك أن رصد بعض الجهات جوائز لمسابقات القرآن الكريم مما يحفز الهمم ويشجع ‏المسلمين على حفظ كتاب الله تعالى، وفي ذلك حفظ للدين.‏
والله أعلم
حكم مسابقة حفظ القرأن الكريم وأخذ الجائزة فيها حكم مسابقة حفظ القرأن الكريم وأخذ الجائزة فيها بواسطة mausuahislamiyah on أبريل 27, 2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف