حظ المؤمن من الدعاء كما قال العلماء
حظ المؤمن من الدعاء كما قال العلماء
الدرس بمسجد الرحمن الرحيم بالعباسية
أن حظك من الدعاء ليس الاستجابة ، لكن حظك من الدعاء الاتصال بالله ، لأن الله عليم ، يجيبك ولو لم تدعه ، ولا يجيبك ولو دعوته ، كيف ؟
فالله يجيبك ولو لم تدعه إذا كانت الإجابة خيراً في حقك ، ولا يجيبك ولو دعوته إذا كان مضمون دعائك ليس في صالحك، فكثيراً ما يدعو الإنسان ربه ، كمن يطلب من أبيه أداة حادة لجرح أخيه ، عندئذٍ لا يستجيب له ، فقال علماء التفسير : حظك من الدعاء ليس أن يجيبك الله ، بل أن تتصل به ، لأن الله سبحانه وتعالى جعل حاجاتنا عنده ، وأمرنا أن ندعوه كي نتصل به ، كي نذوق حلاوة القرب .
فالمؤمن كما قال عليه الصلاة والسلام وهو في الطائف :
( إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولك العتبة حتى ترضى لكن عافيتك أوسع لي )
[ الطبراني عن عبد الله بن جعفر ]
( عَجَبا لأمر المؤمن ! إنَّ أمْرَه كُلَّه له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابتْهُ سَرَّاءُ شكر ، فكان خيراً له ، وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صَبَر ، فكان خيراً له وليس ذلك لغير المؤمن )
[ رواه مسلم عن صهيب الرومي ]
والمؤمن أيها الإخوة حينما يوقن أن الله سبحانه وتعالى رحمته عامة ، وأفعاله حكيمة ، ولا يفعل إلا الأصلح ، لأنه كامل كمالاً مطلقاً ، عندئذٍ يستجيب لقضاء الله وقدره ، ومن علامات المؤمن أنه يرضى بقضاء الله وقدره .
( إذا أحب الله عبداً ابتلاه ، فإن صبر اجتباه ، فإن شكر اقتناه )
[ ورد في الأثر ]
إذاً : اسم الله الأعظم قد يكون اسم الرب ، وقد يكون اسم الرحمن، وقد يكون اسم ( المنان ) ، كما ورد في هذا الحديث ، ولكن قد يكون اسم الله الأعظم الاسم الذي أنت في أمسّ الحاجة إليه .
حظ المؤمن من الدعاء كما قال العلماء
بواسطة mausuahislamiyah
on
مارس 25, 2016
Rating:

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق