نقد تعاليم الإسلام على نظرية دارون

تمسك الناس بنظرية دارون مع إثبات بطلانها

نقد الإسلام على نظرية دارون
إحدة منارات الأزهر 

لكن هناك نقطة دقيقة: ما دام المخلوقات تطورت، التطور يقتضي وجود مخلوق مرحلي، من سمكة، إلى زاحفة، إلى ديناصور، إلى، إلى، فنظرية دارون تقتضي أن هناك مخلوقاً مرحلياً، بعد اكتشاف المستحاثات، التي كُشفت قبل 530 مليون عام وجد أن معظم المخلوقات والحيوانات عن طريق الأحافير هي نفسها اليوم، العلم لم يثبت وجود مخلوق مرحلي، أن تخلق الضفدع من الوحل شيء مضحك، وأن يُخلق الدود من اللحم المتفسخ شيء مضحك، وأن تخلق الفأرة من الخرق البالية شيء مضحك، وأن لا توجد في تاريخ البشرية عن طريق المستحاثات مخلوقات مرحلية هذا يبطل هذه النظرية، هي نظرية باطلة، تحت الأقدام، بالدليل القطعي الذي ليس فيه كلمة واحدة من علماء المسلمين، من علماء الغرب الذين آمنوا بهذه النظرية.

السؤال: لماذا يتمسك الناس بهذه النظرية ؟ في العالم كله الآن، في المناهج والجامعات، في الموسوعات العلمية كلها، هناك سبب، لابدّ من التوضيح:

إنسانان أرادا شراء سيارة، أحدهما اشترى والثاني لم يشترِ، سرت إشاعة في البلد، أن هناك قانون يخفض الرسوم إلى النصف، الذي اشترى يكذب هذه الإشاعة من دون دليل، لأن تكذيبها يريحه، لأنه اشترى، والذي لم يشترِ يصدق هذه الإشاعة من دون دليل لأن التصديق يريحه.

فهناك حالات كثيرة جداً الإنسان يصدق أو يكذب من دون دليل، لأن التصديق ليس له علاقة بالواقع، له علاقة براحته النفسية.

منطق العالم اليوم أن يبني مجده على أنقاض الشعوب:

لذلك لا يوجد نظرية تريح الطغاة كنظرية دارون، ما في إله، ولا في حساب، ولا في عذاب، أيها الطاغية ابنِ مجدك على أنقاض الشعوب، دمر، اقتل، ما في شيء لا في آخرة، ولا في جنة، ولا في نار، ولا في إله يحاسب، والقوي يأكل الضعيف، والغني يأكل الفقير، وانتهى الأمر، هذا منطق العالم اليوم، منطق العالم أن تضربه حتى لا ينطق كما ترون مليون قتيل بالعراق، مليون معاق، خمسة ملايين مشرد، والعالم كله مرتاح لأنه لا أحد يؤمن أن هناك إله سيحاسب. 

﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾
( سورة إبراهيم )

﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
( سورة الحجر )

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
( سورة إبراهيم )

إيمان العالم اليوم بنظرية دارون مع أنها باطلة ليس إيماناً حقيقياً لكنه إيمان يريحهم:

ادعاء العالم اليوم بجامعاته، ومؤسساته، وموسوعاته العلمية أن الإنسان تطور من كائن وحيد الخلية، إلى إنسان معقد هذا الإيمان يريح المتفلتين، الآن مثلاً:

حتى الإنسان الذي يبيع المواد المغشوشة، ويحقق أرباحاً طائلة يحتاج إلى غطاء إيديولوجي، حضر درساً فالمتكلم بهذا الدرس قال:

(( شفاعتي لأهل الكبائر مِنّ أمَّتي ))
[أخرجه أبو داود والترمذي عن أنس بن مالك ]

الحديث صحيح لكن له تفسير دقيق جداً، هو أخذه على ظاهره مريح جداً الحديث.

(( لَوْلا أنَّكم تُذْنِبُون لذَهَبَ الله بِكُم، وخلق خَلْقا يُذْنِبُون ))
[أخرجه مسلم والترمذي عن أبي أيوب ]

هناك نصوص مريحة جداً، تجد الجاهل يتمسك بها، يتمسك بها ويؤذي الناس فكل إنسان دون أن يشعر يحتاج إلى غطاء إيديولوجي، أوسع غطاء إيديولوجي للجريمة الإلحاد، ما في إله.

لذلك إيمان العالم اليوم بنظرية دارون مع أنها باطلة، ومع أنها ركلت بالأقدام، وعلى أنها تحت الأقدام، ليس إيماناً حقيقياً لكنه إيمان يريحهم، هذا تفسير لماذا يتمسك العالم اليوم بهذه النظرية.

لكنني مرة قلت لطلابي: يا بني أنا مؤخراً آمنت بهذه النظرية، لكنها معكوسة كان إنساناً فأصبح قرداً، ما معنى قرد ؟ همه بطنه، ما معنى خنزير ؟ همه فرجه، فالإنسان اليوم مُسخ إلى قرد وخنزير، همه بطنه، وهمه فرجه، هذا الإنسان ليس فيه قيم.

كنت أقول من باب الطرفة: الحياة من دون قيم لا تعاش، الآن الحياة من دون مكيف لا تعاش، لأنه ما عاد في قيم إطلاقاً، الذي يجري في العالم شريعة الغاب، القوي يأكل الضعيف، لا في حق، ولا في منطق، ولا في قيمة، ولا في شيء، هناك سيناريو متقن أو غير متقن، هناك صفقة كبيرة أو غير كبيرة.

علة الخلق وعلة دوام الحياة علتان كبيرتان توجبان أن الله مالك كل شيء:

أيها الأخوة، الآية تقول: 

﴿ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ﴾

و النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

(( كانَ اللَّهُ ولم يكن شيءٌ قَبْلَهُ ))
[ البخاري عن عمران بن الحصين]

كان تامة باللغة، نحن كان فعل ماض ناقص، معنى فعل ماض ناقص تربط التركيب إلى زمن معين، نافية معنى الحدث، الجو ممطر، هذا مسند ومسند إليه، مبتدأ وخبر، تقول: كان الجو ممطراً، فكان لم تعطِ معنى الحدث، أعطت معنى الزمن فقط، إذاً هي فعل ماض ناقص، لكن تأتي كان أحياناً تامة، فعل ماض تام، كان الله بمعنى وجد الله ولم يكن معه شيء. 

(( اتق الله حيث كنت ))
[ أخرجه الترمذي والحاكم عن أبي ذر ]

نعرب كنت فعل ماض تام مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، هنا:

(( كانَ اللَّهُ ولم يكن شيءٌ قَبْلَهُ ))
[ البخاري عن عمران بن الحصين]

(( وكان عَرْشُهُ على الماءِ، ثُمَّ خَلَقَ السماوات والأرضَ، وَكَتبَ فِي الذِّكرِ كُلَّ شيء ))
[أخرجه البخاري والترمذي عن عمران بن الحصين ]

العلة الثانية لأن الله ملك كل شيء في عالم الشهادة والغيب، دوام الحياة علة أخرى لاستحقاق الملك، لأن الموت يوجب انتقال الملكية من جهة إلى جهة، الله عز وجل حيّ باق على الدوام، الوارث الباقي بعد فناء خلقه، فعلة الخلق، وعلة دوام الحياة علتان كبيرتان توجبان أن الله مالك كل شيء، أزلاً وأبداً، دنيا وآخرة، شهادة وغيباً.

الله عز وجل بدأ البشرية بنبي كريم وأنهاها بسيد الأنبياء والمرسلين:

فكرة لطيفة، إلهنا وربنا بيّن لنا في الكتاب، في وحي السماء، أن البشر بدأهم بآدم، ونحن في جميع الموسوعات العلمية نؤكد لطلابنا هذا، وعندئذٍ يتمزقون بين كلام مدرس التربية الإسلامية، وبين كلام مدرس العلوم الطبيعية، الطفل أحياناً يتمزق حينما يرى تفسيرات متناقضة.

الحقيقة هناك سؤال دقيق جداً، مع أن نظرية دارون تحت الأقدام الآن، لا عند علماء المسلمين، لا والله، عند علماء الغرب، عند العلماء الذين آمنوا بهذه النظرية هم نقضوها نقضاً كلياً، وهناك أدلة قاطعة، أن هذه النظرية انتهت، لا عندنا كمسلمين، عندنا منتهية، انتهت عند علماء الغرب، لأن دارون قال: إن لم تثبت العلوم نظريتي فهي باطلة، دارون صاحب النظرية تنبأ ببطلانها، لأنه كان يتصور أن الفأرة تأتي من خرق بالية، وأن الدود يأتي من تفسخ اللحم، وأن الضفدع يأتي من الوحل، شيء مضحك، لو رجعتم لكتاب أصل الأنواع لدارون لا تملك إلا أن تضحك، شيء سخيف جداً.
نقد تعاليم الإسلام على نظرية دارون نقد تعاليم الإسلام على نظرية دارون بواسطة mausuahislamiyah on فبراير 07, 2016 Rating: 5

ليست هناك تعليقات

مدون محترف