الرد لمن قال أن النقاب بدعة وليست من الإسلام
الرد لمن قال أن النقاب بدعة وليست من الإسلام
الدكتور يوسف القرضاوي
الشيخ يوسف القرضاوي
الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و على آله و صحبه و من اتبع هداه.
أما بعد..
فهذه الرسالة من “رسائل ترشيد الصحوة” تضم فتوى كنت أصدرتها منذ سنوات حول موضوع النقاب للمرأة المسلمة و وقوف الناس فيه موقفين متناقضين، أحدهما مشرق و الآخر مغرب.
فهناك من يقول: إن النقاب شئ دخيل على الحياة الإسلامية، و ليس له أي أصل في الشريعة الإسلامية و مذاهبها الفقهية، فهو – في تعبير بعضهم – بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
و في مقابل هؤلاء من يقول: إن النقاب من صميم الحياة الإسلامية، و لبسه فرض على كل مسلمة، و أن تغطية الوجه به واجب ديني لا يجوز التفريط فيه، و يتهم هؤلاء الذين يقولون بوجوب لبس الخمار و ليس بوجوب لبس النقاب بأنهم متأثرون بأفكار الحضارة الغربية، مروجون لتقاليدها بين المسلمين، و ذلك لهزيمتهم النفسية أمام هذه الحضارة الغالبة.
و هذا للأسف الشديد ما يسم مواقفنا في معظم هذه القضايا الحساسة، فنحن نقف فيها عادة بين طرفي الإفراط و التفريط، و كلاهما ذميم، و خارج عن منهج الأمة الوسط.
و منهجنا – بفضل الله – هو المنهج الوسط الذي لا يميل لليمين و لا لليسار، و لا ينحاز للشرق و لا للغرب، و إنما ينحاز للإسلام الحق، المستمد من محكمات الكتاب و صحيح السنة، موازياً بين النصوص الجزئية و المقاصد الكلية، و بين ثوابت الشرع و متغيرات العصر، دون جنوح إلى الغلو أو التقصير فنحن أسرى الأدلة وحدها و إن خالفنا من خالفنا من الناس.
و سيتبين للقارئ من هذه الرسالة أن النقاب ليس ببدعة كما قال قوم، و ليس بفريضة كما قال آخرون، و إنما هو أمر جائز في الجملة، و قد يستحب في بعض الأحوال و قد يكره في أخرى.
و كل ما أطلبه من القارئ – أياً كان توجهه – أن يطرح التعصب جانباً، و أن يقرأ هذه الصحائف قراءة من ينشد الحق بدليله، و سيجده – إن شاء الله – واضحاً وضوح الصبح لذي عينين.
اللهم أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، و اهدنا لما اُختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم.
*للمزيد اقرأ كتاب النقاب للمرأة لففضيلة الدكتور يوسف القرضاوي في مكتبة المجلد العربي
الرد لمن قال أن النقاب بدعة وليست من الإسلام
بواسطة mausuahislamiyah
on
أغسطس 03, 2017
Rating:

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق